البكتيريا ورائحة الفم





البكتيريا ورائحة الفم 

تعد رائحة النفس الكريهة من أكثر الأمور المحرجة التي يتعرض لها  الإنسان حيث أنها تؤثر على الثقة بالنفس وتعرض المصاب بها لمواقف هو في غنى عنها. بحيث تختلف شدة الرائحة خلال اليوم إما بسبب الجفاف كما يحدث مع الضغط النفسي أو الصوم، أو بسبب تناول أنواع معينة من الطعام كالثوم والبصل واللحم والسمك والجبن، أو بسبب البدانة والتدخين وشرب الكحوليات. تكون الرائحة في أسوا أحوالها بعد الاستيقاظ من النوم (نفس الصباح) نظرا لجفاف الفم وخموله أثناء الليل. في بعض الأحيان يكون هذا النفس السيئ مؤقتا سرعان ما يزول بعد تناول الطعام، وتفريش الأسنان واستخدام الخيط الطبي والمضمضة بغسول خاص بالفم. وفي أحيان أخرى يكون مستمرا مما يجعله حالة جادة لدى 25% من الأشخاص في المجتمع بدرجات متفاوتة

المشكلة تؤثر سلبا أيضا على حياة الفرد الشخصية والاجتماعية والعملية مؤدية إلى نقصان الثقة بالنفس وزيادة في الضغوط النفسية. هذه الحالات المزمنة تكون غالبا بسبب النشاط الأيضي لبعض أنواع البكتيريا التي تعيش في الفم
فبالرغم من أن مسببات الرائحة الكريهة للنفس غير مفهومة تماما، فإن معظم هذه الروائح الكريهة تظهر بسبب البروتينات المحتجزة في الفم والتي تقوم البكتيريا بمعالجتها. بحيث يوجد في الفم العادي ما يزيد عن ستمائة نوع من البكتيريا التي تُنتج رائحة كريهة عندما تتم زراعتها وحضنها في المعمل. لدى الأشخاص الأصحاء يقل النشاط التحليلي للبكتيريا بحيث لا ينتج عنها أي روائح كريهة. أما عدم العناية بنظافة الفم فيوفر للبكتيريا بيئة خصبة وكميات وفيرة من الغذاء، مما يساعدها على التكاثر وانبعاث رائحة كريهة من الفم، والتي تظهر بشكل خاص عند تناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل الحليب أو السمك.

أسباب رائحة الفم:

  • مرض اللثة:هو السبب الأكثر شيوعا من رائحة الفم الكريهة المزمنة.
  •  عدم تنظيف اللسان يومياً.
  •  كثرة الكلاملأنه يعرض الفم للهواء وبالتالى يسبب تجفيف اللعاب،وظهور رائحة للفم.
  •  الإجهاد بحيث يؤثر على تدفق اللعاب، الذى يجفف الفم. فإن هرمونات التوتر تسبب ظهور البكتيريا المتورطة فى حدوث رائحة الفم الكريهة بالفم بمعدل أسرع.
  •  تخطى الوجباتعدم تناول الطعام بانتظام يمكن أن يؤدى إلى رائحة الفم.
  •  التهاب اللوزتينوجدت دراسة برازيلية أجريت عام 2008 أن 75% من الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من مركبات الكبريت فى النفس يعانون أيضا من التهاب اللوزتين.
  •  بكتيريا المعدةهيليكوباكتر بيلورى هى البكتيريا الموجودة فى المعدة و40% من الأشخاص فى العالم مصابون بها، وإنها مرتبطة بتطور قرحة المعدة، ولكن تم ربطها أيضا إلى رائحة الفم الكريهة،فهذه البكتيريا تنتج مركبات الكبريت والأمونيا التى تغير رائحة النفس.

  •  التهاب الجيوب الأنفية: وذلك الأن رائحة الفم الكريهة قد تكون بسبب مرض التهاب الجيوب الأنفية المزمن، وهى تجاويف مليئة بالهواء وراء عظام الخد والجبين
  •  مرض السكر وأمراض الكبد: رائحة الفم الكريهة قد تسببها المواد الكيميائية فى الدم، حيث قال الدكتور صليحة سعد، عالم الأحياء الدقيقة فى جامعة ويست إنجلترا، إن مرض السكر يسبب تغيير رائحة الفم بسبب الكيتونات التى تتراكم فى الدم، كما أن أمراض الكبد تسبب رائحة عفن ومشاكل الكلى تؤدى إلى رائحة مريبة مثل الأمونيا
  •  تناول بعض الأدوية: من مثل مضادات الاكتئاب، ومضادات الهيستامين وأدوية ضغط الدم.

يعتبر اللسان أكثر المناطق تسببا لرائحة الفم الكريهة، وذلك بسبب وجود أعداد كبيرة من البكتيريا الموجودة طبيعيا في الجزء الخلفي منه حيث أنه يكون مستقرا لا يتحرك تقريبا خلال الحركة العادية، بالإضافة إلى أن هذا الجزء من اللسان يكون جافا وقليل النظافة ويمكن للمستعمرات البكتيرية العيش على ما ترسب فيه من بقايا الطعام والخلايا الطلائية الميتة وكذلك التتستيل خلف الأنف (postnasal drip) وهو عبارة عن كمية من المخاط متراكمة في الحلق أو خلف الأنف. يُوفر شكل اللسان الخلفي الملتوي المكان الملائم للبكتيريا اللاهوائية التي تعيش وتنمو على بقايا الطعام والخلايا الميتة والتستيل خلف الأنف والبكتيريا الموجودة سواء الميتة أو الحيّة.وعندما تُترك هذه البكتيريا على اللسان، فإن التنفس اللاهوائي لهذه البكتيريا إما أن يعطي الرائحة العفنة لإحدى هذه المركبات:
- إندول (indole)
- السكاتول (skatole)
- عديد الأمين (polyamines)

أو قد يعطي رائحة البيض الفاسد لمركبات الكبريت المتطايرة مثل:
- الهيدروجين المكبرت (hydrogen sulfide)
- ميثيل مِرْكابْتان (methyl mercaptan)
- كبريتيد ثنائي الميثيل (dimethyl sulfide).

فتنتج الرائحة غالبا بسبب التكسير اللاهوائي للبروتينات إلى أحماض أمينية، يتبعها تكسير آخر لهذه الأحماض لتنتج غازات ذو رائحة كريهة.فعلى سبيل المثال:
تكسير السيستين (cysteine) يعطي هيدروجين مكبرت وتكسير الميثيونين (methionine) يعطي ميثيل مِرْكابْتان. كما أظهرت إحصائيا مركبات الكبريت المتطايرة علاقتها برائحة الفم الكريهة.

توجد أيضا أماكن أخرى في الفم قد تكون مسؤولة عن الرائحة الكريهة كليا مع أنها ليست شائعة مثل خلفية اللسان. ومن هذه الأماكن:
ما بين الأسنان (inter-dental)، وتحت اللثة (sub-gingival nicheأعمال طبيب الأسنان المعيبة والمناطق الموجود بها الطعام بين الأسنان والخُراجات (abscesses) وأطقم الأسنان غير النظيفة

وعلى العكس مما هو متعارف عليه، قد لا يكون علاج مشكلة رائحة الفم هو تناول حبوب النعنع أو غسيل الفم بمطهرات الفم ذات الروائح الزكية، فقد تزيد هذه الأمور من حجم المشكلة إذا لم تتم معالجة الأسباب التي أدت إلى حدوث رائحة الفم الكريهة في الأصل،ومن الأجدى معالجة أسباب المرض.
فلتجنب رائحة الفم الكريهة يتعيّن العناية الشاملة والمنتظمة بنظافة الفم. وينصح بتنظيف الأسنان مرتين يوميا على الأقل، مع تنظيف اللسان جيدا بواسطة فرشاة أسنان إضافية، وذلك لإزالة طبقة الرواسب المتراكمة على اللسان، والتي يمكن أن تهاجم الأسنان. ومن المهم أيضا استعمال خيط الأسنان كل يومين لتنظيف الفراغات بين الأسنان.


إعداد: رنا حسين أبو خرمه
المصدر:The science of bad breath

شاركونا بالتعليقات والاسئلة عبر صفحتنا على الفيس بوك light

مواضيع ذات صلة :
البكتيريا والنوم
خصائص عامة حول البكتيريا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بكتيريا الـ Proteus Spp

الدماغ

البكتيريا النافعة