زراعة القلب


زراعة القلب

هنا في هذه الصورة تظهر لنا أول عملية لزراعة القلب عام 1968 في تشيكوسلوفاكيا.

إلى أن أول عملية ناجحة لزراعة قلب من إنسان إلى إنسان تعود للثالث من ديسمبر من عام 1967 والتي قام بها جراح القلب كريستيان برنارد في جنوب أفريقيا, على المريض لويس واشكانسكي. وبالرغم من مرور 51 عام من ممارسة هذه العملية, إلا أنها ما زالت تحمل الفشل في تنفيذها; وذلك يعود لعدة عوامل سوف نتطرق للحديث عنها فيما بعد.

لقد جاءت فكرة زراعة القلب عندما بدأ ظهور مرضى يحتاجون لقلب ذو أداء سليم بعد فشل القلب الطبيعي لديهم من القيام بوظائفه بالشكل السليم, نتيجةً للعديد من الأسباب التي تؤدي إلى فشل القلب النهائي, منها:
1- فشل قلبي حاد عُقب الإصابة بنوبة قلبية إقفارية.
2- إعتلال عضلة القلب.
3- وجود عيوب خلقية في عضلة القلب.
4- وجود أضرار في أقسام القلب الناتجة عن الإصابة بمرض السكري.
5- وجود مرض رئوي مزمن أدّى إلى فشل القلب.
6- تعرض القلب للضرر عُقب الإصابة بمرض, مثل أمراض الشريان التاجي وأمراض أو ضعف في صمامات القلب.

وبالرغم من إعتبار جميع هذه الحالات بحاجة ماسة لعملية زراعة القلب إلا أنه يتم مُراعاة عوامل أُخرى لضمان نجاح العملية, أهمها:
1- عمر المريض، بحيث يُشترط أن لا يزيد عن 60 سنة.
2- الصحة العامة للمريض، ألا يُعاني المريض من قصور بإحدى الأعضاء الأُخرى.
3- نمط حياة المريض، فيجب على المريض إتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة, وتناول الغذاء الصحي, والإقلاع عن التدخين.
4- نوع زمرة دم المريض والتوافق النسيجي للقلب الجديد مع المريض.
بعد توافق جميع الشروط لزراعة القلب, يتم تجهيز المريض للعملية بعد توافر القلب الجديد من مُتبرع:
1- توفي حديثًا.
2- أُصيب بالموت الدماغي (قلب نابض).
3- توفي قديمًا (قلب ميت).

ملاحظة: يجب التأكد من سلامة القلب الجديد وفعاليته قبل زراعته.

يتم إعطاء المريض أدوية ما قبل العملية الجراحية (أدوية مُثبطة للمناعة كي لا يرفض الجهاز المناعي القلب الجديد) . والتأكد من صحة القلب الجديد وتوافقه من جسد المريض (حاليًا لا يُشترط توافق فصيلة الدم والأنسجة للقلب الجديد مع الجسد, لتوافر علاجات تتيح تقبُّل الجسم للعضو المزروع بنسب نجاح عالية).

ملاحظة: ينبغي على المريض الصيام لمدة 8 ساعات قبل العملية.

وبعد تجهيز المريض وأخذه لغرفة العمليات وتخديره (تخدير عام), يتم تعقيم شامل لمنطقة الصدر وإحداث شق مركزي طولي على طول عظمة القص في الصدر وفصلها للتمكن من الوصول لجميع أعضاء الصدر بسهولة. ومن ثم يتم وصل جسم المريض بجهاز قلبي-رئوي اصطناعي, والذي يعمل كمضخة خارجية للدم. بحيث يمنع تدفق الدم في الأوعية الدموية الرئيسية (الشريان الأبهر, وأوردة الرئة), وتحويله إلى الجهاز أثناء العملية.
وبعد أن يتم إيقاف نبض القلب الجديد بحقنه بكلوريد البوتاسيوم, يقوم الجراح بفتح الغشاء الخارجي لقلب المريض والمُسمى بالتأمور, وإخراجه بأكمله باستثناء الجزء العلوي الخلفي من القلب (الأُذين الأيسر) ليتم إيصاله بالقلب الجديد فيما بعد.
ومن ثم يتم خياطة الأوعية الدموية الكبيرة للمريض مع القلب الجديد. وفي النهاية يتم إعادة توجيه الدم من الجهاز القلبي-الرئوي إلى جسم المريض, وإغلاق غشاء القلب وخياطة الصدر مجددًا.
في بعض الحالات لا يتم إزالة قلب المريض, بل يتم  وضع القلب الجديد بحيث يمكن توصيل الأوعية الدموية لكلا القلبين مع بعضهما البعض (قلب مُزدوج).ويُستخدم هذا الإجراء فقط في الحالات التي يكون فيها القلب الجديد ليس قويًا بما فيه الكفاية للعمل من تِلقاء نفسه (إما لأن جسم المريض أكبر بكثير من جسم المُتبرع, أو أن القلب الجديد ضعيف, أو أن المريض يُعاني من إرتفاع ضغط الدم الرئوي).
وبعد مُضي 4 ساعات, تكون عملية زراعة القلب قد إنتهت. ويتم نقل المريض إلى وحدة العناية المُركزة تحت الإشراف الطبي, لمدة تتراوح من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع حسب صحة المريض والقلب الجديد.

ملاحظة:
-       ما إن يتم نقل القلب الجديد للجسم يبدأ بالنبض, ولكن في بعض الأحيان قد يحتاج الجراج لإجراء صدمة كهربائية لتحريض القلب على الخفقان.
-       يتم وضع أنبوب نازح في الصدر من أجل نزح السوائل والدم المتبقية في الأنسجة عُقب العملية.
-       قد يتم زراعة جهاز خارجي لتنظيم ضربات القلب أثناء العملية, ليُساعد القلب في القيام بوظيفته في الأيام الأولى.
-       يتم إعطاء المريض أدوية مُثبطة للمناعة لفترة طويلة, وأحيانًا لمدى الحياة.
-       يتم مُراقبة أداء القلب الجديد لمدة 60 يوم من الزراعة

يجب على المريض الإنتباه من ظهور الأعراض التالية:
1- الحُمى.
2- التعب الشديد.
3- ضيق في التنفس.
4- زيادة الوزن نتيجة لاحتباس السوائل.
فهي علامات محتملة لرفض القلب الجديد, ويجب مُراجعة الطبيب المُختص فورًا.

حديثًا يُشير الكثير من الجراحين إلى عدم الحاجة للقيام بعمليات زراعة القلب في الأعوام القادمة, من خلال المزج بين تقنيات الضخ والخلايا الجذعية في العلاج.

مع امنياتنا بالسلامة للجميع :)
عائلةlight 
-------------------------------------------------------------------------------------------
 اعداد رنا حسين ابو خرمة  
شاركونا بالاسئلة والتعليقات عبر صفحتنا هلى الفيس بوك light 
المصدر
اقرا ايضا 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بكتيريا الـ Proteus Spp

الدماغ

البكتيريا النافعة