البكتيريا والشتاء





بكتيريا الشتاء
على خِلاف مُعظم الكائنات الحية التّي تستعد لسُباتها الشتوي الآتي، فإنها من ضمن الكائنات التي لا تنام صيفاً ولا حتّى شتاء، إنها مصدر الكثير من الأوبئة والأمراض ومنها الأمراض التي تترقبنا فترة فصل الشتاء. فإن حقيقة قدرة البكتيريا والفيروسات على مُقاومة الظروف الجوية المُتقلبة وتحمّل البيئات الحارة والباردة، وفي بعض الأحيان محبتها للتعايش في مثل هذه البيئات والأجواء يجعلنا في خطر دائم للإصابة بها والوقوع ضمن ضحايا أمراضها.
ففي فصل الشتاء تكثر أمراض الجهاز التنفسي مثل الزكام وجديري الماء والحصبة الألمانية... إلخ نتيجة تكاثر الفيروسات المسببة في هذه الفترة، كما أن كثير من الناس يميل إلى إغلاق الأبواب والنوافذ داخل المنزل وما يصاحب ذلك من تغيير مفاجئ في درجة الحرارة عند الخروج من المنزل أو الدخول إليه.

فمن أشهر الأنواع البكتيرية والفيروسية إنتشارا في فصل الشتاء، ما يلي:

1) فيروس الإنفلونزا:  تشمل أعراض الإصابة به كل من الصداع والتعب والشعور بآلام في الجسم وحمى وسعال وضيق في الصدر، وهو أشد خطورة من نزلة البرد، وقد يقود إلى الالتهاب الرئوي وفشل الجهاز التنفسي وربما الموت، وخاصة لدى الفئات المهددة مثل كبار السن وضعيفي المناعة.

2) بكتيريا الليستيرياوالتي تنتشر في المناطق الباردة وهي من مسببات التسمم الغذائي، حيث ينتقل الميكروب عن طريق بعض الأطعمة مثل: السمك النيئ والحليب غير المبستر والجبن الطري والدواجن غير المطهية جيدًا واللحم المفروم غير المطهو جيدًا والسلطات المجهزة في المحال والتي يدخل في مكوناتها البيض أو المايونيز أو الدجاج أو التونا؛ إلى جانب الأطعمة المحضّرة مسبقًا والمجمّدة. وتصل فترة الحضانة للميكروب (من تناول الميكروب حتى ظهور الأعراض) من أيام الى أسابيع تظهر بعدها أعراض منها ارتفاع درجة الحرارة وإحساس بالحر ثم بالبرد بالتناوب وألم في العضلات والظهر وغثيان وقيء وإسهال.


3) فيروس أر.إس.في: الذي يصيب الرئتين، ويزيد من قصور التنفس ويشكل خطراً على الأطفال، والأدينو فيروس.

4) بكتيريا بنومونياالسبب الرئيسي في الإصابة بالتهابات الرئة.

5) نوروفيروس : والتي تصيب المعدة، وتقود لأعراض مثل القيء والإسهال. وهي الأكثر شيوعا في فصل الشتاء وفي المدارس والفنادق، وعادة ما يتعافى المصاب منها خلال أيام.

6) فيروس الهربس:  المُسمى بقرحة البرودة، وهو من الفيروسات المعدية التي تنتقل عن طريق الاتصال المباشر بجلد المصاب. أسبابه متعددة ومنها الإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي والتعرض للرياح الباردة والإجهاد العاطفي أو الجسدي.


 (فايروس الهيربس)

 وبالرغم من أن المريض له دور كبير في علاج نفسه بنفسه من أمراض الشتاء من خلال:-
- الالتزام بالراحة.
- الإكثار من شرب السوائل الفاترة والدافئة مثل العصائر والشوربة والشاي الخفيف... إلخ.
- خفض الحرارة بكمادات الماء الفاترة وتناول البندول.
- استنشاق بخار الماء.
إلا أنّه وفي مُعظم الحالات لا بد من استشارة الطبيب المُختص وخاصة في مثل هذه الحالات:
- عند خروج بلغم أخضر أو أصفر أو دم.
- سرعة وصعوبة بالتنفس.
- إذا حدث تورم في الغدد اللمفاوية أسفل الذقن أو الأذن.
- إذا ظهرت نقط بيضاء صديدية على اللوزتين  أو البلعوم.
- إذا استمرت الأعراض أكثر من أسبوع.
- حدوث ألم بالأذن.
- ألم بالرقبة مع عدم القدرة على ثنيها للأمام.
- قيء متكرر.
- إذا استمر السعال أكثر من أسبوع



(تورم الغدد الليمفاوية )

فكما تبيّن لنا ان معظم أسباب أمراض الشتاء تعود إلى فيروسات أي أنه لابد أن تأخذ وقتها دون الحاجة إلى المضادات الحيوية التي كثيراً ما يخطئ بعض الناس ويعتمد إلى استعمالها دون استشارة الطبيب في الوقت الذي لا يحتاج لها بل قد تضره شخصياً وتضر المجتمع ككل.

إجراءات الوقاية من الإصابة بالمُمرضات الشتوية:
- الحرص على تطعيم الأطفال ضد أمراض الطفولة حسب المواعيد المقررة من قبل وزارة الصحة.
- الحرص على النظافة الشخصية ونظافة السكن وعدم المشاركة في استخدام الأدوات الشخصية مع الآخرين.
- التغذية السليمة والحرص على تناول وجبة الفطور وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن كالخضراوات الطازجة والفواكه.
- الابتعاد عن مخالطة المرضى واستعمال أدواتهم.
- عدم التعرض للتيارات الهوائية خاصة بشكل مفاجئ.
- ممارسة الرياضة البدنية بانتظام لأنها تقاوم الضغوط النفسية التي تُضعف من مقاومة الجسم.
- أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم وعدم السهر.
- عدم التدخين بكافة أنواعه أو التعرض لدخان المدخنين وهو ما يسمى بالتدخين السلبي أو التدخين بالإكراه.
- تعزيز الصحة النفسية فلقد ثبت علمياً بأنها تزيد من مقاومة الشخص ومناعته ضد الأمراض المعدية


إعداد:
رنا حسين أبو خرمه 
جهينة عبد الحكيم الهروط

 قسم الاحياء الدقيقة 

المصدر:
هنا

 شاركونا في التعليقات والاسئلة عبر صفحتنا على الفيس بوك light

اقرا ايضا :

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بكتيريا الـ Proteus Spp

الدماغ

البكتيريا النافعة